مقالات

 

نحو انتفاضة أبويّة 2-2    

19/7

   

د.ابراهيم الصيخان

   

       

نحو انتفاضة أبويّة (٢ - ٢) - د.ابراهيم سالم الصيخان  

في المقال السابق تحدثنا عن بُعد الإباء عن محيط حياة أبنائهم، وانه السبب في ظهور مجموعة غير متوقعة من شبابنا وانحدارهم إلى هاوية الانحراف ..

فالاقتراب المطلوب ليس قرباً مكانياً بل هو نفسياً وفكرياُ.. فلم تعد الساحة لنا وحدنا كآباء في تربية الأبناء، فقد دخلت علينا عدة وسائل وسبل واشخاص يشاركوننا، أيضاً، في تربيتهم. فالقرب ليس غاية نسعى الي تحقيقها، ولكنها وسيلة للوصول الي الأمان الذي نسعى الي تحقيقه لأبنائنا.

ولكي نحافظ على أبنائنا من الاختطاف .. فيجب ان نطبّق القاعدة التربوية (لاعبْهُ سبعاً، ثم أدّبْهُ سبعاً، ثم صاحبْهُ سبعاً).

فلاعبْهُ سبعاً: اللعب عادةً يختلف عن اللهو؛ لأن اللعب يخالطه تعليم إيجابي لمهارات نفسية وعقلية وخُلُقية، واكتشافُ مواهب الطفل, وتنمية قدراته ومهاراته المختلفة. وهذا السن من مرحلة الطفولة تحتاج إلى إشباع عاطفي لتقوية الرابط النفسي بين الأبناء وآبائهم، ليكون تأثيرهم قويّاً في المستقبل وليكونوا هم ملاذهم في أي موقف يحدث لهم مستقبلاً.

وأدّبْهُ سبعاً: هذه هي مرحلةُ التعليم والتأديب، وبيان الصواب والخطأ في نفس من شبع من اللعب، وأُشبِع حباً وحناناً من والديه، لأن لفظ (لاعبْهُ) تعني: أن الوالدين يشتركان مع الطفل في اللعب، مما يقرّب العلاقة بينهما وبين طفلهما، وهي مرحلة التقويم والتهذيب, وعلاج السلوكيات الخاطئة بأساليب تربوية ناجحة. 

ولنركّزْ على أننا في مرحلة فورة النمو (المراهقة) وهي مرحلة حرجة تحتاج إلى بناء نفسي وترسيخ هوية للأبناء تصبح امتداداً لما سبقها في مرحلة الطفولة.

وهنا نقطة مهمة وهي أنهم سيبدؤون في الاتجاه إلى الخارج (القرناء) فكلّما كانت القاعدة في العلاقة بالطفولة قوية؛ كلّما كانت علاقتنا بهم أقوى من تلك العلاقة المتجهة نحو الخارج .. وبذلك سنفهم شخصياتهم ونفسياتهم وسيسهل علينا اكتشاف أي تغير سلبي في سلوكهم أو فكرهم.

وفي نهاية السبع الثانية يكتمل استعداد اليافع لاستقبال العالم الخارجي؛ لأنه اكتسب مهارات عديدة من خلال فترة التعليم الجاد والتأديب، فينتقل إلى مرحلةِ مصاحبةِ والديه، يداً بيد وقلباً بقلب.

اما صاحبْهُ سبعاً: هنا لا يلج الفتى أو الفتاة العالم الخارجي بمفرده؛ بل لديه صاحبٌ لا يُكذبه ولا يغشّه ولا ينكره وهو والده أو والدته، صاحبٌ واثقٌ به وبقدراته، يُعينه ولا يُعين عليه، يتشاوران ويتباحثان ويتسامران ويُفصِحان بأسرارهما لبعض، وهناك ثقةٌ وتكامل.

ثم إذا وصل الابن إلى سن الحادية والعشرين يصبح رجلاً كامل الرجولة، أو امرأةً كاملة العقل والتدبير، وبهذه القاعدة المهمة يضمن الأب المربي بشكل كبير عدم وجود فراغ عاطفي في نفوس أبنائه. 

وفي هذا السن فإن المهمة في طور الاكتمال وبشكل آمن بإذن الله.  فالشاب وصل إلى مرحلة النضج الفكري بشكل يساعده على التفريق بين الغث والسمين.

مما يجعلهم في شخصيات مستقلة، لا تابعة لأقرانهم، قلما يتأثرون باي طرح، وعند التركيز في التوجيه لهم على وجوب الاستدلال الصحيح ومحاكات العقل في الحكم، لا بالعاطفة، فانهم حتماً سيكونون على جانب كبير من بر الأمان بإذن الله. مع الاخذ في الاعتبار ان يلعب كل من الاب والام الدور المنوط به مع كل جنس من أبنائهم، وان يكون التفاهم بين الإباء في أسلوب التربية ، واضح وجلي. 

 

 
 
 
 

مـواضيــع مهمــة

 

من صنع القيود على عقلك

_ _ _ _ _ _ _ _ إقرأ التفاصيل

سبعة خطوات للنجاح في حياتك و تحقيق أهدافك

_ _ _ _ _ _ _ _ إقرأ التفاصيل

كذب الأطفال داء وله دواء

_ _ _ _ _ _ _ _ إقرأ التفاصيل

القيم الايمانية واندثارها في تربية الابناء ..

_ _ _ _ _ _ _ _ إقرأ التفاصيل
 
 
© جميع الحقوق محفوظة.   وهج   للإستشارات التعليمية - التربوية - الإجتماعية