فن التفويض    

17 يونيو 2012

   

عثمان المحطب

   

التفويض فى الادارة هو تكنيك يمارس من المستوى العالي الى المستوى الأسفل ، فى ادرة العمل واتخاذ القرارات ، والهدف منه تسهيل سير العمل وتخفيف الاجراءات واختصار الوقت والجهد وخلق صفوف قيادية للترقى للأعلى .

ومن مبادئ التفويض ان المفوض يقوم بالأعمال التي فوض فيها دون تجاوز٠

كما ان المفوض يتحمل المسؤولية عن من فوضه لذا علي المفوض متابعة اعمال من قام بتفويضه لتقويم أداءه.

ونفس المبدأ ( التفويض ) يتم ممارسته فى حياتنا اليومية.
- الاب يفوض الام فى بعض أمور البيت.
- الام تفوض الخادمة فى كل أمور البيت عدا ( العلاقة مع الزوج ).

 
فالخادمة تطبخ وتغسل وتوظف وتشتري احتياجات البيت من الجمعية وتقوم بمرافقة الأبناء للمدرسة وقبل ذلك تجهيز أفطارهم وبعد ذلك مراجعة دروسهم وتأخذهم للطبيب ……الخ.

وتنقص عملية التفويض هذه الشروط الواجب اتباعها من مراقبة وإشراف وتقويم وتحمل المسؤولية من ربة البيت بسبب اخطاء الخادمة ….مما يوقع الجميع فى الكثير من المشاكل.

فكم من الجرائم ارتكبت بحق الزوج والزوجة والأبناء وكبار السن، وكم من خيانات حدث وكم من انحرافات سلوكية مع السائق والزراع والخادم بل مع الابناء انفسهم ، انحرافات مورست  بسبب غفلة اصحاب القرار ( الام والأب ) عما يدور داخل بيوتهم .

فانتبهوا رحمكم الله ، فتلك مسؤولية ضيعتموها ، والأبناء ثروة بددتموها ، والزوجية نعمة بطرتموها…

اذن ما هو المطلوب للنجاة من تلك المحاذير ؟

المطلوب ان يقوم كل بدوره.

فالأم : هي مديرة البيت ، ( مديرة ) بمعني الكلمة ، تتابع كل صغيرة وكبيرة فيه وتنبه المقصر وتكافئ المنجز ، وتنشر الحب والعطف فى ارجاء االبيت وتحاور ابناءها وتطلع على مشاكلهم وتساندهم للتخلص من همومهم الدراسية ، وتغرس فيهم القيم السليمة وتعلمهم مهارات الحياة.

والاب : هو رب الاسرة وربان السفينة الذى يقودها الي بر الامان ، فهو مستلم الدفة ويوجه السفينة للطريق القويم ، يضع القوانين والجزاءات ، ويكون صارما بتطبيقها ، دون ان يتدخل فى دقائق الامور ، بل يتركها للمديرة  الام.

الابناء : كل يقوم بواجباته الدراسية ومساعدة والديه وقت حاجتهما اليه ، وينجز فروضه المنزلية داخل غرفته من تنظيف وترتيب دون الاعتماد على الخدم.وتوكل لهم حسب طبيعتهم واعمارهم بعض الاعمال التي تجعلهم يعتمدون على انفسهم مستقبلا مثل تعلم بعض التصليحات داخل البيت للذكور ، وتعلم الطبخ وكي الملابس للبنات.

أما الخدم : فدورهم خارج نطاق الغرف وليس داخلها ، أي تنظيف الحمامات والصالات والحوش الخارجي للبيت وتنظيف المطبخ دون ان يقوموا بالطبخ.

وتجاوز الخدم لهذا الدور يجعلهم على اطلاع على اسرار كل افراد الاسرة وتعريضهم للخطر والابتزاز للسكوت عن المخالفات ، وكذلك يسهل عليهم امور السرقة او الاضرار باهل البيت من خلال الطبخ او مراقبة الابناء بعد خروج والديهم، فالحذر الحذر من تفويض الخدم  لادوار الوالدين .

عثمان المحطب -مركز الاسرة

مصدر المقال: http://alosracenter.com/?p=1091